بين تقبيح الحلال .. و تجميل الحرام

 

استطاعت الآلة الإعلامية الفاسدة ، والتيار الفضائي المنحرف ، والذي تقوده للأسف بعض القنوات المحسوبة علينا ، أن تُغير في فكر وثقافة النشء والشباب في كافة أرجاء وطننا العربي . وقامت بغرس وتكريس ثقافة مشوهة لا تنتمي لنا ولا نعرفها ، هي خليطٌ من ثقافات غربية وأفكار شيطانية نبتت في عقولٍ ظلامية .

ومن أبرز تلك الثقافات ثقافة ( الحب الفوضوي ) .. الخارج عن كل قيد ، والكاسر لكل تقليد . فعزفوا على نغمة الحب اللذيذة عند الشباب ، وبذات الوقت جردوه من قيمته الفُضلى وهي ” الشرعية ” . فأطرّوا للحب غير الشرعي والذي لم ولن يُقيد برباطٍ ديني أو قانوني . وحسّنوا فكرة الحب لوحده وفصلوها نهائياً عما بعدها . كأن يجعلوا المُتلقي يتعاطف مع تلك المرأة المتزوجة من انسانٍ لا يُقّدرها حين تقعُ في حب شابٍ يجيدُ مغازلتها . أو يجعلوه لا ينفرُ من ذلك الشاب الذي هجر زوجته القبيحة وهامَ حباً في عشيقةٍ مليحة !

ما يحدثُ هو ” تقبيحُ الحلال ” و ” تجميلُ الحرام ” بكل بساطة . وللتأكيد على ذلك ؛ يكفي أن تنظروا في المسلسلات العربية للصورة النمطية التي رسموها للرجل المُعدد ( بالحلال ) ، فستجدونهم أظهروه بصورة النجس الكريه المخادع القبيح شكلاً ومضموناً ، وجرموا فعله ، بل وأنكروا وجوده بالكلية ! وبالمقارنة مع ذاك الوسيم الأنيق الذي يواعد امرأةً متزوجة يتضحُ لكم الطريق الذي يسيرُ فيه الإعلام ، والهاوية التي يحاولون دفع ثوابتنا فيها .

مشاركة التدوينة:

إضافة تعليق

أحدث التعليقات

تصنيفات

الأرشيف