لن أُسامحها ..

 

 

هي تخرجُ كل صباحٍ وتعود، لكنها اليوم لم تعد ! كانت الشمسُ خجلةً وهي تنشرُ أولى خيوط الصباح، ثم هاهي تُظهرُ وجهها العبوس بأشعتها الحارقة. انتصف النهار أو يكاد، وهي لم تعد. حملت الشمسُ ضياءها ورحلت، وتلاها القمرُ ورحل، ولا أثر لها . صباحٌ جديد، وأملٌ جديد بعودتها. يومانِ لم نأكل، هاهو أخي ينازعُ الموتَ، والموتُ ينازعه. يرفرفُ بجناحيهِ يُدافعهُ، يحاولُ أن يضيفَ لحياتهِ لحظاتٍ قليلة، لكن بلا فائدة، هو يهدأُ رويداً، وتسكنُ حركاته، ثم ينتفضُ انتفاضةً أخيرة، فالسكونُ الأخير. هو هادئٌ جداً الآن، يبدو أن الموت ليس بذلك السوء. لن أبقى بعدهُ طويلاً، إن لم تأتِ سريعاً فسأكونُ صريعاً إلى جوارهِ في العش. يكادُ يمضي يومانِ ولم تأتِ بعد! هي لم تتخلى عنا يوماً ، ما بالها الآن ؟

لن أُسامحُها أبداً، سأموتُ غاضباً منها، ومن تلك الرصاصة التافهة التي منعتها منا !

مشاركة التدوينة:

إضافة تعليق

أحدث التعليقات

تصنيفات

الأرشيف