كانت تئن

 

 

 

كانت تئن، تبكي، تكادُ تخرجُ من ملابسها من الضيقِ. سألوها فردت: قد انكسرت.

ببلاهةٍ أخذوا يتحسسون أطرافها !

ألم يعلموا أن القلبَ ينكسرُ أيضاً ؟

أخبرتهم أنها ليست بخير، هي تعاني، فروحها قد فارقها.

نظروا إلى بعضٍ بدهشةٍ ثم قال أحدهم: كيف تُحادثينا إذن وروحكِ قد فارقتكِ ؟!

كانت خاوية، رحيلهُ أفرغها من الداخل، كأنهُ أخذ أجملَ مافيها معهُ وتركها خَرِبة. هي مشتتةٌ، لا تدري أتبكي عليه، أم على أشيائها التي سُلبتْ منها برحيله.

لم تجد من يواسيها في مُصابها، فكلُّ من حولها لا يُدركون سطوةَ الحُبِّ وعمقَ تأثيره. كانوا يرونهُ شيئاً لطيفاً يُملأُ فيه وقت الفراغ. لطيفٌ ولا يؤذي بتاتاً.

كان مُصابها بشرحِ سبب ألمها أكبرُ من الألمِ ذاته. هو أشبهُ بالفتاةِ الفقيرةِ التي تشرحُ تأثير الفاقةِ عليها لمُترفينَ لا يعرفون تهجئةَ الكلمةِ حتى !

لذا آثرت السكوت، وابتلاع جمرةَ الفقدِ بهدوء، والتعايش مع حقيقة أن الوحيد الذي يفهمُ مشاعرها منهم جميعاً؛ هو ذاتهُ الذي رحلَ وخلّفها غريبةً بينهم !

 

 

 

مشاركة التدوينة:

تعليق واحد

أحدث التعليقات

تصنيفات

الأرشيف