كلمةٌ ، أم رصاصة ؟

بعضُ الكلمات رصاصاتٌ طائشة ، تنطلق رغماً عنّا ، حين تتظافر على قلوبنا جحافل اليأس والخيبة والغضب . ندمنا عليها أسرعُ منها ، لكننا لا نملك أن نستعيدها ولا حتى أن نوقفها ، فلا يسعنا حينها إلا انتظار الكارثة ، والدعاءُ بقلبٍ باكٍ أن تخطئ طريقها ، أو أن لا تجد لها أُذناً.

نختار الكلمة بتسرع لنطلقها فتنظر إلينا متعجبة ، لا تصدق أننا نقصدها هي بالذات ، ولذاك الشخص تحديداً ، هي ليست له ، ولا تليقُ به . هناك خطبٌ ما ، إما باختيار الكلمة ، أو باختيار المقصود بها . هي لا زالت غير مصدقة ، تأبى السير ، تحاول كسب الوقت ، لعل الندم يكون سبباً في منعها ، لعل العقل استعاد توازنه ، ربما سحابة الغضب قد انقشعت ، والأعصاب قد هدأت ، وبدأنا في حساب الأرباح والخسائر . هي لا زالت تمشي متلكئة ، تود ألا تصل . تود أن تضيع الطريق ، تعطينا الوقت ، تمنحنا فرصة أخيرة ، أو فرصةً بعد الأخيرة ، لعلنا نتراجع فنسحبها ، او نُطبقُ على شفاهنا فنحبسها . ولكن عبثاً تُحاول ، قد فات الأوان !

يخطئُ من يعتقد أن الكلمات سياطٌ تنتعشُ على جلود من نُرسلها له وتبتسم ، بل هي تشاركهُ الألم حين لا يكون مستحقاً لها ، ويقتلها الندم علينا . ولسان حالها يقول : حُبّاً بالله ؛ رفقاً بأنفسكم ، وبهم ، وبي !

مشاركة التدوينة:

إضافة تعليق

أحدث التعليقات

تصنيفات

الأرشيف